استشاط الشاب غضبا مما أخاف لين دونشيوي بينما لم يبد أن تشينغ شي يهتم بغضب الشاب و أشعل سيجارة بيد و وضع يده الأخرى على كتف الشاب ثم ضغط قليلا و قال " هل تعلم ما وجدنا بجسم جو مينشينغ ؟ "

" ماذا ؟ " لم يعرف الشاب عم يتحدث تشينغ شي.

همس تشينغ شي في أذنه " مرض جنسي "

احمر وجه الشاب خجلا و نظر للين دونشيوي ثم همس أيضا " اذن ... أنت أردت معرفة هل مارست أنا و هي....تلك الأشياء ؟ "

" اسمها علاقة جنسية "

أخذ وجه الشاب يحمر و يحمر حتى أصبح يشبه حبة طماطم ناضجة ثم اعترف متلعثما " لقد فتحنا غرفة مع بعض(1) بعد لقاء الشركة الشهري احدى المرات. لقد كانت مرتي الأولى لذا كنت متوترا و قلقا لكن ما علاقة هذا بالقضية ؟ "

" هل استخدمت واقيا ؟ "

" نعم لقد استخدمت واقيا ذكريا "

" هل أصبت بأي مرض جنسي ؟ "

" لا لم أفعل "

" متى حدث هذا ؟ "

" منذ شهرين "

بعد قول هذا نظر الشاب باتجاه لين دونشيوي و اعتلى وجهه تعبير خجل. " شكرا لك على معلوماتك لقد أفدت تحقيقنا حقا " قال تشينغ شي.

" هل يمكنني الذهاب الآن أيها الضباط ؟ "

" فقط أود معرفة شيء آخر، ما هي أيام عطلة جو مينشينغ ؟ "

" كل أربعاء "

" دوما بالأربعاء ؟ "

فكر الشاب قليلا ثم ذهب للتحقق من روزنامة مناوبة الموظفين ثم قال " الشركة حددت لها الاثنين كيوم عطلة لكنها قامت بالتبادل مع شياو زانغ منذ السنة الماضية"

نظر تشينغ شي للروزنامة و بدى غارقا بالتفكير ثم سأل " لدي سؤال أخير فقط، هل تعرف كيف كان أصدقائها المقربون ؟ "

" أوه أنا لا أعرف شيئا عنهم "

" شكرا لتعاونك معنا "

فور الخروج من الشركة سألت لين دونشيوي " لم تود معرفة معلومات عن أصدقائها المقربين ؟ هل تشك أن أحدهم قتلها ؟ "

تحدث تشينغ شي مفسرا " من وجهة نظر خبير نفسي في الاجرام دافع القتل لدى النساء يكون غالبا عبارة عن مشاعر أو فائدة خاصة لذا أنا متيقن بنسبة 90ّ% أن المرأة التي ركبت سيارتي على معرفة شخصية بالضحية "

" علم الاجرام ؟ " وجهت لين دونشيوي نظرة دهشة لتشينغ شي.

" ألا يمكن لسائق أجرة بسيط مثلي أن يقرأ كتابا ؟ توقفي عن التركيز على عدة مهاراتي الاحترافية المكتسبة حسنا ؟ "

" متى قمت بأي شيء احترافي هذا اليوم ؟ " قالت لين دونشيوي بتهكم " هل تود التركيز على هذه المشتبه بها ؟ لنبدأ بالتحقيق بالعلاقات المقربة من الضحية "

" تلك ستكون مهمتك-" تمت مقاطعة تشينغ شي برنين هاتفه. لقد كان أحد أصدقائه السائقين " هل قمت بشيء مخالف للقانون يا صديقي تشينغ ؟ للتو جاء شرطي ما يسألني عما كنت تفعل منذ بضعة أيام "

بعد تبادل أطراف الحديث معه قليلا أغلق تشينغ شي الخط و هز رأسه و ابتسم " يبدو أن أخاك حقا موهوب، لقد خصص فريق الشرطة كله للبحث في المتهم الخطأ. لم هو مهووس بالتحقيق بتلك الزاوية فقط، انه عنيد للغاية "

تدخلت لين دونشيوي " لا تهن أخي في غيابه "

" انا فقط وصفت الوضعية الحالية بشكل صريح و مباشر. لنعد للمهم، ان كنت تودين استغلال هاته القضية لاثبات نفسك يجب أن لا تعتمدي على فريق الشرطة للتحقيق بالعلاقات المقربة من الضحية "

" الأمر لا يتعلق باثبات نفسي بل بتحقيق العدل للضحية، ان بوصلتك الأخلاقية لا تعمل "

" حسنا، حسنا اتصلي بأخيك و أخبريه ’ أهلا انا أحقق بالقضية مع المشتبه به الرئيسي’

صدمت لين دونشيوي من هذا الجواب بينما أشعل تشينغ شي سيجارة و قال " تحقيقنا التالي سيثمر عدة فوائد لذلك يجب أن تقرري هل تودين المساهمة و الحصول على الفضل أم لا. عندما تجدين شخصا يطابق مواصفات مشتبهنا اتصلي بي "

" مواصفات ؟ أية مواصفات هذه ؟ هل تتذكر شكلها بالرغم من كل ما قلته ؟ "

لمس تشينغ شي ذقنه و حاول التذكر " لقد كانت امرأة جذابة في العشرينات من عمرها و طولها كان حوالي 175 سنتمتر. هي تعمل في القطاع الصحي و على الأغلب هي طبيبة و شخصيتها انطوائية و حذرة "

" كيف تعلم أنها طبيبة ؟ "

" لقد كانت الضحية سفيرة طبية لذلك هناك احتمال كبير أن تكون لها علاقة مع طبيبة "

" اذا كان الأمر كذلك فربما تعرف الاثنان على بعضهما البعض عبر العمل "

هز تشينغ شي رأسه و قال " ليس بالضرورة، الناس التي تعمل بنفس وظيفتها تكون لهم علاقة عمل مع رئيس المستشفى فقط. عموما ان اردتي تفقد معلومات المرضى فستحتاجين مذكرة محكمة و التي ستأخذ وقتا للحصول عليها. عمر الاثنين متطابق تقريبا لذا أظن أنهما كانتا زميلتين بالدراسة لذلك سأنصحك بالبحث عنها بين زملاء جو مينشينغ الدراسيين و خصوصا من الكلية "

مع أن هاته التعليمات كانت عادية جدا و ربما بدائية حتى لكن تشينغ شي جعلها تبدو كطريقة حل الجريمة مما دفع لين دونشيوي للتركيز و تدوين كل ما يقوله.

" سأرحل أولا كوني لم أبدأ العمل هذا اليوم و ان لم أفعل لن أجد ما سيسد جوعي هذه الليلة. اتصلي بي ان حدث أي شيء " ذهب تشينغ شي تاركا هذه التعليمات خلفه.

بعد افتراقهما لم يذهب تشينغ شي للعمل بل لمسرح الجريمة. بعد ثلاث أيام أزالت الشرطة الشريط العازل للمنطقة التي كان يتمشى بها تشينغ شي واضعا يديه في جيبه.

بحثت عيناه عن الأدلة لكن بعد كل هاته الأيام لم يبق أي شيء ليكتشف.

بعد أخذ بضع جولات للبحث حول الأرجاء ضحك تشينغ شس و خاطب نفسه " كل هذا قد فات و مات لم لا يزال قلبك يحن اليه ؟ هل هذا هو مصيرك ؟ "

فور أن رفع تشينغ شي رأسه لمح امرأة كبيرة في السن تجمع القمامة و تلبس معطفا نسائيا طويلا من ماركة غالية مما خالف لباس المرأة الآخر.

لاحظ تشينغ شي تفصيلا دقيقا على الفور، المعطف الطويل كان به عدة أزرار على الجهتين لكن أحدها كان مفقودا. أحس تشينغ شي بالالهام و تحدث بصوت يكاد يسمعه وحده " هل كان الشيء الذي تمسكه الضحية..."

بعدها توجه تشينغ شي بسرعة نحو العجوز و تحدث بأدب " من أين حصلتي على هذا المعطف يا عمتي؟ "

العمة نظرت لتشينغ شي بحذر و ريبة و رفضت الاجابة فاستمر تشينغ شي باعادة السؤال بأدب عدة مرات. فتحت العمة فمها أخيرا و بنبرة مترددة قالت " وجدته من مكب نفايات البارحة ما الذي تريده ؟ "

ابتسم تشينغ شي " لا تسيئي فهمي أنا فقط أحببت شكله لذا أملت أن تعطيني اياه "

ارتبكت العمة و سألت بخوف " ايييه ؟ أنت تود أحذه مني ؟ "

أخرج تشينغ شي محفظته من جيبه و أخذ 300 يوان(2) " لا أريد أخذها بل شرائها "

استمرت العمة على حذرها و خوفها فاضطر تشينغ شي للكذب و قول أنه يريد شرائه من أجل حبيبته مما جعل العمة توافق أخيرا على بيعه. أخذ تشينغ شي حذره مع المعطف و وضعه بكيس بلاستيكي جلبه من سيارته و تأكد من عدم ترك بصماته عليه.

همت العمة بالذهاب و نظر تشينغ شي للمعطف بيده بسعادة و قال " هدية مفاجئة "

-----------------------------------------------------------------------------------------------------

(1) : فتح غرفة يعني استئجار غرفة في فندق للمارسة الجنس.

(2) : تقريبا 42 دولارا.

2021/03/21 · 198 مشاهدة · 1150 كلمة
نادي الروايات - 2024